Saturday, January 12, 2008

مر شهر ولم نزدد لك الا ذكرا

يندرج تحت تصنيف : من أجل فؤاد — الحرية لفؤاد @ 3:51 م

"ندون لأن المجتمعات لا تتقدم إلا عندم يتم إحترام رأي أفرادها. ونحن نتمنى التقدم والرقي لمجتمعنا."

فؤاد الفرحان

يكمل فؤاد اليوم يومه الثاني والثلاثين في المعتقل. يقضي ايامه وحيداً في ما عدا ربع ساعة من المساءلة يومياً. كأني أراه وشاغله الوحيد هو الفراغ, وصديقه الذي يملأ ايامه هو النوم. المعتقل ممل. أتمنى انهم اتاحوا له كتباً او اوراقاً وقلماً تعينه ليسرح بفكره. لابد ان تمر لحظات من السخط. السخط على الأوضاع, السخط على الظلم. ولكن السخط يتبدد و يختفي كالهباء عندما يلوح الحق في الأفق. فؤاد يعرف انه على الحق الذي ضمنه له العقل والشرع والتجربة الانسانية.

قد يكون لديه مصحف. كأني اراه يمر على سورة يوسف للمرة الأربعين. قد يكون يمر عليها غيباً لأنه قد حفظها من كثرة ما قرأها. أتمنى ان يلمح الطرافة عند الاية الخامسة والثلاثين. سورة يوسف هي صديقة سجناء الحرية والعدالة.

ليس هناك شك انه يحن لرغد, ولخطاب, ولأم خطاب. لابد انه يشعر بالقليل من الأسف على غيابه عنهم وافتقادهم له. لكنه لو أتته الفرصة لفعلها ثانيةً و ثلاثةً و ألفاً — لأنه يفعلها لهم, وللملايين امثالهم. ولأن أطفاله سيدركون, ان عاجلاً او آجلاً, ان ما قام به من تضحية هو شجاعة, ورجولة, وحرية, وإباء نادر في هذه الأزمان.

لا أظنه يدرك الى الان حجم ردة الفعل على اعتقاله. لا اظنه يخطر على باله ان تغطية قضيته, والمطالبة باطلاق سراحه امتدت الى C N N والـ BBC والـ Washington Post و الـ New York Times ووكالة Reu ters و الـ Guardian البريطانية وشقيقتها الـ Independent ووكالة الـ AF P والـ Associated Press و ABC News و حتى FOX News و الـ Huffington Post.

ولم تقتصر هذه التغطية على اشهر وسائل الاعلام العالمية, ولكنها ايضا امتدت الى وسائل الاعلام الشعبية في مختلف الدول, من نيوزلندا التي تطالب احدى اكبر نقاباتها حكومتها بالتدخل والوساطة في القضية, الى صحيفتي Arizona Star و Dallas News الأمريكيتين الى كندا وايران و جنوب افريقيا.

وحتى في الاعلام المحلي الذين لم يعودنا على المبادرة, انبرت بعض الشريفات والشرفاء لتغطية القضية. فكان لصحيفة عرب نيوز قصب السبق, وتلتها الوطن, ونتمنى للبقية اللحاق بالركب. وعربياً الـ LBC و الحرة و الجزيرة وغيرهم.

وما اعتقد انه سيفاجئ فؤاد, هو تغطية الصحافة التقنية للموضوع, خاصة PC World و Digg و ZDNET و مدونة TechCrunchواسعة التأثير في وادي السيليكون.

أما المدونين والمدونات, فهم ابطال الموقف وهم سادة هذه الساحة. بدءاً من الرائعين القائمين على موقع "الحرية لفؤاد"' الى مجموعة الحرية لفؤاد في الفيس بوك, الى موقع قلوبال فويس, الى مرصد المدونين, الى مئات الافراد الذين عبروا عن ردود فعلهم وطالبوا باحقاق الحق في هذه القضية.

قد لا يعلم فؤاد ان هذه القضية جعلت التدوين اشهر من نار على علم. وأن سؤال "ما هي المدونة" يتكرر هذه الأيام كما لم يتكرر من قبل. وان الكثيرين سيتعرفون بسببه على وسيلة للتعبير عن النفس لم تمر عليهم ابداً من قبل.
أسأل الله ان يكون فرج اخينا قد اقترب.

المصدر : مدونة إرهاصات جهاد



--

No comments: